الإخوان المسلمون في سورية

بيان مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد عقد مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية اجتماعه العادي الثالث في دورته الجديدة في ظل ظروف حساسة تمر بها سورية ووقت عصيب تتوالى فيه المحن وتتصاعد الأزمات في منطقتنا عامة، وفي قطاع غزّة وفلسطين الحبيبة على وجه الخصوص، حيث ما يزال جرحها نازفاً ومأساتها مستمرة والجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل متتابعة ضمن مشاريعه التوسعية التي تستهدف مستقبل المنطقة بأسرها، والتي تتطلب وقفة جادة ومسؤولة من جميع العرب والمسلمين وأحرار العالم، يضعوا بها حدًا لهذه الانتهاكات.
إن مجلس الشورى وقد شارف العام الرابع عشر من عمر الثورة السورية المباركة على نهايته، يشد على أيدي شعبنا الصامد في وجه آلة العدوان الأسدي الغاشم، ويؤكد ثبات موقف الجماعة من أن بشار الأسد ونظامه لا يمكن أن يكونا جزءاً من أي حل مشرف للقضية السورية، وأن استقرار سورية مستحيل ما دام هذا النظام المجرم قائماً على سدة الحكم فيها.
وقد ناقش المجلس المستجدات على الساحة السورية والدولية، وخلص إلى ما يلي:
1- رغم ما تمر به المنطقة من مخاض عسير، يرى المجلس الأمل في انتصار ثورة الشعب السوري على جلاديه، ويؤكد على وحدة المجتمع السوري بكل مكوناته الدينية والعرقية، وأن تمتع جميع السوريين بحقوق المواطنة المتساوية في إطار وحدة التراب الوطني، خير وسيلة لمواجهة سياسة التغيير الديموغرافي الذي يمارسه الأسد وحلفاؤه.
2- رفضُ جميع المشاريع الانفصالية تحت أي عنوان ومن أي جهة، ولا سيما المساعي الانفصالية لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، ويذكّر المجلس بأن قيم هذه الحركة بعيدة عن قيم المجتمع السوري وعقيدته وثقافته.
3- يؤكد المجلس رفضه أي محاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد والتطبيع معه، ويعتبره نظاماً إرهابياً وجزءاً من ظاهرة الإرهاب في سورية والمنطقة والعالم، وأن التطبيع مع هذا النظام خيانة للثورة، ويدعو الدول التي طبعت معه إلى مراجعة مواقفها مع هذا النظام الغادر الذي تجلّى غدره واضحاً بحلفائه.
4- يدعو المجلس جميع القوى الثورية لتوحيد جهودها في مواجهة التطورات الحاصلة على الساحة الإقليمية والدولية، ويدعم كل حراك وطني يعمل على إسقاط نظام الأسد ضمن الثوابت الوطنية ويدعو كل مكونات المجتمع السوري إلى الالتحاق بثورة الشعب السوري والقيام بواجبهم، والتعالي على روح الفرقة من أجل المصلحة السورية العليا.
5- يحيي المجلس صمود وبطولات الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة والضفة الغربية، ويطالب الشعوب العربية والمسلمة وحكوماتها وكل أحرار العالم، بمساندة الشعب الفلسطيني والعمل على وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة والأراضي المحتلة.
6- يؤكد المجلس على حق العودة الطوعي والآمن للمهجرين إلى مدنهم وأريافهم التي هُجِّروا منها، ويؤكد بأن مناطق النظام ما زالت غير آمنة لعودة المهجرين إليها ويرفض محاولات بعض الدول ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة الأسد.
7- يرى المجلس أن النظام الإيراني صاحب مشروع توسعي طائفي يتنافس مع المشروع الصهيوني الغربي على النفوذ في المنطقة. ويؤكد المجلس أن موقف الجماعة من النظام في إيران ينطلق من الأفعال الإجرامية والحرب الشرسة التي يشنها على أرضنا، وأطفالنا، وشيوخنا، ونسائنا.
8- يدين المجلس العدوان “الإسرائيلي” على الجولان السوري المحتل واقتطاعه أجزاء جديدة من الأرض السورية.
9- يطالب المجلس المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد لإيقاف الاعتقال والتعذيب في سورية والإفراج الفوري عن المعتقلين، وبتحمل مسؤولياته في محاكمة المسؤولين عن القتل الجماعي في المعتقلات.
10- يُثمّن المجلس دور الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة الداعمة لثورة الشعب السوري، ويخص منها الجمهورية التركية ودولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعباً، ويشكرُها جميعاً على استضافتها ملايين المهاجرين السوريين على أراضيها وتقديم الدعم لهم.
11- يؤكد المجلس رفضه لجميع الاتفاقيات التي أبرمها نظام الأسد مع قوى الاحتلال الروسي والإيراني ويعتبرها باطلة.
12- يدعو المجلس المجتمع الدولي إلى إنجاز حل سياسي في سورية حسب القرارات الدولية ذات الصلة (2254)، لإعادة الأمن والاستقرار لربوع سورية.

وفي ختام هذه الدورة الثالثة فإننا على يقين تام بأن وعد الله قائم بالنصر المبين لكل السالكين في طريقه، وإنه ما من أحد يؤذى في سبيل الله، وفي سبيل وطنه وحريته، فيصبر ويستيقن، إلاّ نصره الله في وجه الطغيان. نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يتولى سبحانه أهلنا في دولنا المنكوبة وعلى رأسها غزة الصابرة الصامدة، وأن يجود عليهم وعلى شعبنا في سورية بالفرج القريب، إنه لما يشاء قدير.
قال تعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)) آل عمران:139.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ربيع الثاني 1446 هـ، تشرين الثاني 2024 م
 

محرر الموقع