بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ))
قُتل قاسم سليماني وهو بين أعوانه وحُرّاسه، وكأنّ صيحات الأمهات الثكالى في القصير والوعر وغوطة دمشق وحلب ودير الزور شقّت عنان السماء ووصلت إلى المنتقم الجبار الذي ((لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ)).
لقد مات سليماني وهو يدعم في سورية قاتل النساء والأطفال ويخطط لتهديم المدن والقرى والبلدات، وقد أفضى إلى ربه ولكن الجرائم التي ارتكب مازالت ماثلةً للعيان، والسكين التي طعن بها قلبَ سورية مازال يجري بالدماء.
أمّا أنتم يا فيلق سليماني والحرس الثوري فنقول لكم إنّ الطريق إلى فلسطين لا يستدعي تدمير معرة النعمان وسراقب وخان شيخون..
وإنّ أطفال الغوطة الذين تواطأتم على قتلهم بالكيماوي لم يكونوا من قتلة الحسين رضي الله عنه، وأطفالنا ونساؤنا ليسوا الإرهابيين، والمخابز والمستشفيات التي دمّرتم ليست منصاتٍ لإطلاق الصواريخ على طهران وقم.
لقد عاش شعبنا مرارة القتل تسعَ سنين وها أنتم تعيشونها اليوم أفلا تعقلون؟ أما تعلمون أن الدمار الذي ألحقتموه وألحقَهُ حليفُكم بسورية مُلاقيكم بما صنعت أيديكم ((وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)).
قد يحسبُ الظالمُ أنه نجا بفعلته، وقد يعجز المظلوم عن رد الظلم عن نفسه إلى حين، ولكن العدالة الإلهية تُسلط على الظالم ظالماً أكبر فيهلَكُ الظالمون بالظالمين.
وأخيراً نقول إن تهديمَ البيوت فوق رؤوس الآمنين بالصواريخ ليس بطولةً، وقاتل الأطفال والنساء ليس بطلاً، وقتلهم سقوط أخلاقي سيكتبه التاريخ ويُحاسِب عليه السوريون، ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ))، ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)).
والحمد لله رب العالمين..
جماعة الإخوان المسلمون في سورية
الجمعة 8 جمادى الأولى 1441 هـ
3 كانون الثاني 2020 م