حَكمَ حزبُ البعث سورية، في مطلع الستّينات، من القرن العشرين، فكان مطيّة لبعض الطوائف، التي امتطته، وتغطت بلحافه القومي، لتعيث فساداً في البلاد، ولتتصارع فيما بينها، بعدئذٍ، ويصفّي بعضُها بعضاً، لتنفرد طائفة واحدة بالحكم، مدّة نصف قرن من الزمان، ظهرت فيها الخيانات، بسائر أنواعها، وعلى كلّ صعيد؛ ومن أهمّها: احتفاء الرفاق، بالجاسوس كوهين، وترشيحه، لاستلام وزارة، في حكومة البعث المناضل.. وتسليم الجولان للصهاينة، بلا حرب، بقرار وزير الدفاع حافظ أسد! وقد انسحب من الحزب، بعضٌ من كبار مؤسّسيه، وأدلوا بشهادات مثبتة موثّقة، حول مافعلته الطوائف، في سورية، تحت غطاء البعث.. كلّ منهم كتبَ بطريقته، ومن خلال تجربته!
لحزب البعث فروع متعدّدة، في بعض الدول العربية، لانعرف عنها شيئاً، ولا يهمّنا أمرها؛ فالكلام، هنا، منصبّ، على حزب البعث السوري، حصراً! ومعروفةٌ الحالُ التي وصل إليها، اليوم، في عهد الرفيق بشار! كما نحسب الكثيرين من الرفاق العقلاء، يعلمون مافعل الرفاق السوريون، في سورية! وما نحسب عاقلاً حرّاً شريفاً، يدافع عن مخازي الرفاق، في سورية، من غير المتلبّسين بها، والساقطين في حمأتها! فالحسّ القومي، الذي يدفع الرفاق، إلى التعاطف فيما بينهم، برغم اختلاف الديار، هو، ذاته، يأنف، أن تُنسب هذه المخازي، إلى فرع منه، في أيّة بقعة، من بقاع الأرض!
نماذج، من انتصارات البعث السوري:
في شهر حزيران، عام 1967، الذي جرّ الحزب فيه سورية، إلى هزيمة ساحقة، مع العدّو الصهيوني، في حرب الخامس من حزيران.. أعلن الحزب، في إذاعته، أنه انتصر في الحرب؛ لأن العدوّ الصهيوني، كان يهدف إلى إسقاط الحزب، فلم يسقط، وظلّ حاكما لسورية! أمّا ضياع الجولان، فلا يُعدّ خسارة، أو هزيمة!
في شهر حزيران، عام 1980، انتصر الرفاق، بأسلحتهم الفتّاكة، على ألف سجين، بصدور عارية، في سجن تدمرالصحراوي، وهم من خيرة أبناء سورية!
طوال عهد حافظ أسد، واصل الرفاق انتصاراتهم، بأسلحتهم الفتّاكة، على شعب سورية الأعزل، في مدن عدّة، منها: حماة وحلب وجسر الشغور.. وغيرها!