كانت ثورتكم الوطنية الأولى في الثمانينيات.. ثورة كل الشعب السوري. ولم تكن ثورة الإخوان المسلمين وحدَهم. لقد زجّ فيها المجتمع السوري كلّ قواه السياسية والمدنية. ولم تكن نقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين التي شاركت في تلك الثورة، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين. وتواطأ المجتمع الدولي حينئذ على الجريمة، وأعطى حافظ أسد الغطاء، ليسحق الثورة بكل قسوة، في عصر لم تكن تتوافر فيه وسائل التواصل والإعلام المعينة على كشف الجريمة. لقد كانت تلك الثورة – كما هي اليوم – ثورة الشعب كله، وحُمّلت جماعتنا مسئوليتها فتحملتها بكل شمم وإباء. بينما انفضّ عنها كثيرون.
إن كل الاتهامات والادعاءات التي يسمعها أبناء شعبنا اليوم عن ثورتهم الحالية، سبق أن أطلقها حافظ أسد من قبل عن ثورة الآباء، وفرض على أبنائنا تردادها كل يوم في طابور الصباح. وبدلاً من أن يأخذ على شباب سورية العهد على تحرير الجولان الذي سلمه للعدو بصفقته المشهورة، كان يأخذ منهم العهد على القضاء على (جماعة الإخوان المسلمين). ثم أكّد ذلك بقانون العار رقم (49/1980) الذي أعدم بموجبه عشرات الآلاف من آبائكم وإخوانكم وأعمامكم وأخوالكم..