إن جماعتنا إذ تحدد مكانتها كفصيل وطني أساسيّ، على الخارطة الوطنية السورية، لا يمكنُ لأحد أن يقصيَه، أو يتجاوزَه أو يحجّمَه؛ تؤكّدُ أنها ترفضُ وبشدة، هذه الهجمة الشرسة من الكيد والحقد، على قياداتها وسياساتها ومناهجها وأساليبها، التي تتمسكُ دائما بسموّها ونبلها، وحرصها على المصلحة الوطنية العامة.. وتؤكدُ أنها منذ انطلاقة هذه الثورة، قد قرّرت أن تدمجَ مشروعَها بالمشروع الوطنيّ. وأن تقصرَ برنامجها الخاص على المشترك الوطنيّ العام. وهي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ ثورتنا، تعلنُ رفضَها أيّ شكل من أشكال التوظيف الحزبيّ المنغلق، في أيّ بعد من أبعاده، وهو ما تدورُ حوله بعضُ القوى والشخصيات المتضخّمة التي ترى في نفسها واحد الوطن الصحيح والوحيد..
نرفضُ الانشغالَ عن مشروع الثورة ونصرتها، والانجرارَ إلى أيّ صراع طرفيّ وجانبيّ، ونكلُ هؤلاء الذين يفتحون نوافذَ الصراع خوفاً على مصالحهم الشخصية أو الفئوية، إلى وعي شعبنا وثواره، فهم الأقدر دائما على تفهّم الدوافع والبواعث، وتقدير المواقف، وتمييز الخبيث من الطيّب، ومعرفة الحقّ من الباطل..
وأمام واقع متشابك في كل ما فيه.. لا تدّعي جماعتنا العصمة، ولا ننفي عن أنفسنا الخطأ، ونحنُ أولى الناس بالعودة إلى الحقّ إن تبيّن. لكنّ الحق كذلك يقتضينا أن نوضح أنّ الكثيرَ من الاتهامات تنسَبُ إلينا زورا وبهتانا. وأن الكثيرَ من الأخطاء تُحمّل علينا ظلماً وعدوانا. وبعضُها قد يرتكبُها من لا يمتّ إلينا بصلة، ويحسبُ نفسَه أو يحسبه الناسُ علينا، وبعضُها قد يكون خطأ فرديا لأخ، لم يحالفه الصوابُ في قول أو عمل.
ونعلن بهذه المناسبة، أننا منفتحون على كلّ نقدٍ إيجابيّ بنّاء، وأننا مستعدّون للمراجعة وتصحيح ما قد نقعُ فيه من أخطاء، ونأمل أن يكون ما وردَ في هذا البيان، كافياً لإزالة الالتباس، وتوضيح الحقائق، لكلّ من ينشدُ الحقيقة. أما أولئك الذين يصرّون على الانخراط في هذه الحملة الظالمة، وفي محاولة تشويه صورة الجماعة النقية، فنكلُهم إلى وعي شعبنا وقدرته على تبيّن الحقيقة، وتمييز الغثّ من السمين، متمثلين قول الشاعر العربيّ:
يا ناطحَ الجبل العالي ليكلِمَه أشفقْ على الرأسِ لا تُشفقْ على الجبلِ