زهير سالم
الأخبار القادمة من الأردن، عن تحرك إرهابي مشبوه تثير الاستنكار، وتبعث على القلق عن مدى تغلغل الشر والإثم في عالمنا وفي منطقتنا.
تتابع عملية التطويق التي تقوم بها أجهزة الأمن الأردنية فتشعر بالثقة والطمأنينة، وتقرأ أعداد الشهداء من رجال الأمن الأردني فتطلب لأرواحهم الرحمة، ويعتصرك الألم الذي ما يزال يخيم في قلوبنا عن الدماء التي تسفك ظلماً وبغياً وعدواناً فتثير في بيوتنا على الساحة العربية المزيد من الآلام والمعاناة..
إن استهداف الأردن العربي، واحة الأمن الأخيرة المتبقية للخائفين، جريمة متعددة الوجوه والأبعاد. بل هو جريمة مركبة لا يمولها، ولا يخطط لها، ولا يقدم عليها إلا من كان في قلبه مرض، وفي عقله مسّ. فمن هذا الذي يريد أن يمد يداً بالسوء إلى الحضن العربي الدافئ، الذي ما زال يحتضن منذ عقود الموجة بعد الموجة بعد الموجة من الخائفين وطالبي الأمان من السوريين والعراقيين واليمنيين..؟!
من يريد أن يحدث خرقاً في السفينة المثقلة، فوق ثقلها، بهموم وآلام ملايين الثكالى والحزانى والخائفين والراجين؟!
باسم من ترتكب هذه الجرائم؟! ولمصلحة من تقترف هذه الموبقات؟! ووفق أي شريعة يتم استحلال دم شرطي أو عسكري في ملاك الشرطة أو الجيش المتفرغ لدوره الأساسي في حفظ أمن الناس، ورعاية شؤونهم؟!
إن الجريمة التي استهدفت أمن الأردن واستقراره في هذا الظرف التاريخي الصعب من تاريخ منطقتنا، ليست جريمة بسيطة أحادية البعد كما يقال. بل هي من الجرائم المعقدة والمركبة التي يتوافر وراءها شياطين الشر العالمي طبقاً عن طبق..
لقد علمتنا دروس أفغانستان والعراق وسورية واليمن أن منفذي جرائم الإرهاب ما هم إلا أصابع شلاء أو عمياء مضطربة كأصابع الذي يتخبطه الشيطان من المس…
حتى أصبح لزاماً علينا أن نعلم أن وراء الأصبع كفاَ، ووراء الكف يداً، ووراء اليد عقلاً شريراً والغاً في الجريمة والإثم، وصناديق مكتظة بالأموال ينفقها أصحابها طلباً للعلو في الأرض وحباً في إشاعة الفساد..
إن أي شجب أو إدانة أو استنكار لن يوفي جريمة استهداف الأردن أمنه وأمن أبنائه وأمن اللائذين به حقها…ألا فشُلت الأيدي وشاهت الوجوه..
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ على الأردن أمنه وأمانه واستقراره، وأن يزيد الشعب الأردني الكريم من فضله، هذا الشعب الذي ما زال يحب ويعطي عطاء الكرام غير المحدود. ونسأله تعالى أن ييسر القيادة الأردنية لليسرى وأن يدفع عن الأردن الحبيب شر الأشرار وفجور الفجار ومكر الماكرين..