الإخوان المسلمون في سورية

اللاجئون السوريون .. في “وادي الأفاعي”

أروى عبد العزيز

 

هرباً من كلّ أشكال الموت، أقام السوريون على هوامش الأوطان، أوطاناً لهم. كما فعلها من قبل، إخوتهم الفلسطينيون.

 

لكن ربما أن حال السوريين اليوم، أشد بؤساً ووجعاً. مما استدعاهم أن يُقيموا وطناً على أرضٍ تفتقر إلى كل مقومات الحياة، ويزورها الموت كثيراً، في وادٍ يُسمى “وادي الأفاعي”.

 

ورغم أن الأفاعي كانت دائماً تُحيط بالسوريين من كلّ جانب، بمختلف أشكالها وألوانها. إلا أن بؤس الحال، استدعاهم اليوم أن يُقيموا في “وادي الأفاعي” نفسه .

 

على الطريق الواصلة بين أطمة وجندريس، وفي مكان تتجمع فيه السيول، يقع وادي ” الأفاعي”. وعلى أرض طينيّة، فُرشت فيما بعد بالحصى. هنا نشأ مخيم ” دير البلوط “.

 

وبين الخيام المهترئة في ” دير البلوط “، تُقيم أكثر من 900 عائلة مهجّرة من جنوب دمشق، والقلمون، وحمص.

 

ولعل حال الأهالي في المخيم، يتضح من اسم المكان، وشكله، وإن لم يكن الوصف كافياً، وشافياً.

 

لذلك تواصلنا في ” صحيفة العهد ” مع مسؤول مخيم ” دير البلوط ” محمد حميد، الذي صرّح للعهد قائلاً: “الوضع الإنساني في المخيم كارثي، وحاجات الأهالي ضخمة للغاية. والمشكلة الأساسية هي عدم قدرة المنظمات الإغاثية في الدخول إلى عفرين، للشروط القاسية المفروضة على المنظمات”

وأضاف حميد “أنا كمسؤول عن المخيم، تواصلت مع المؤسسات، وكان الرد منهم بأنه لا بد من حصولهم على ترخيص من ولاية هاتاي حصراً، حتى يكون باستطاعتهم العمل في المخيم”

 

وأشار حميد، إلى أنه حتى الآن لم تدخل سوى مؤسستين إغاثيتين، بعد أشهر من المعاناة في الدوائر الحكومية. كما أكد أن عملهم لم يستطع تغطية احتياجات أهالي مخيم دير البلوط، وخاصة في ظل وجود حالات مرضيّة صعبة في المخيم.

 

وعن طبيعة الحالات الإنسانية المتواجدة في المخيم، أوضح الحميد أن هناك حالات بتر للقدمين، والأطراف، جرحى، ومصابين، بحاجة لنقلهم إلى خارج المخيم في تركيا للعلاج.

 

وصرح حميد: “لدينا أربعة أطفال، مصابون بمرض الجرثومة الذئبية، بنسب متفاوتة. وأيضاً بمرض البحر المتوسط، وتفاعلا مع بعضهما البعض، وكانت المضاعفات خطيرة على الأطفال. كتساقط الشعر، والإغماء، والإقياء، وقد مات واحد منهم. بمشافي تركيا، لأنه لم يلحق العلاج. والباقون مهددون بالموت.

 

وأضاف: “في المخيم أيضاً طفلان، فقدا الحركة، وأصبح لديهما ضمور عضلي، أدى إلى الشلل، نتيجة سوء التغذية، وهما فلسطينيان، من مخيم اليرموك”.

 

وأكد حميد، أن لديهم ملفات كاملة للمرضى، والمصابين، ولحالات الإعاقة والشلل، وأنهم فقط بانتظار دخول المنظمات الأغاثية.

 

وعن حال الأهالي في هذا الشتاء، وفي هذه الظروف الصعبة بالمخيم. أجاب حميد: “منذ مايقارب عشرة أيام تم توزيع القليل من الصوبيات والمازوت، وهما غير كافيتين لتغطية العائلات بالمخيم.

 

كما تم توزيع الألبسة الشتوية بشكل عشوائي، ولكنها لم تكن كافية للأهالي”.

 

وأضاف محمد حميد:” المخيم بحاجة لتخديم كامل، في الناحية الطبية، والخدمية، والتعليم، والتدفئة، وإنني من خلال منبركم أوجّه نداء من أجل التخفيف عن المنظمات لكي تستطيع الدخول إلى مخيم ” دير البلوط ” وتقديم كافة المساعدات للأهالي”.

 

نداء يعقبه نداء، وما أكثر النداءات .. فهل من مجيب ؟!

 

وهل ستستطيع المنظمات الإغاثية والإنسانية أن تنقذ السوريين من “وادي الأفاعي”؟!

إخوان سورية

أضف تعليقاً