عبد الله عيسى السلامة
يختلف حكم المؤسّسة، عن حكم الفرد، أيّاً كان موقعه في السلطة، أوتسميته: ملكاً، أو رئيساً، أو أميراً، أو زعيم قبيلة، أو رئيس حزب! فحكم الفرد، الذي يجمع السلطات، في يده، يسمّى، فردياً، ويسمّبه بعضهم، ديكتاتورياً!
كما يختلف حكم المؤسّسة، عن حكم المجموعة، التي تضمّ عدداً من الأفراد، من أسرة واحدة، أو تجمعهم مبادئ مشتركة، أو مصالح مشتركة! فحكم المجموعة( التي يسمّيها بعضهم: أوليغارشية، أو أوليغاكية)، يسمّى حكماً ديكتاتورياً؛ لأنه غير خاضع لنظام مؤسّسي، كتلك الأنظمة، المنبثقة عن قوانين، تسنّها مجالس منتخبة، من قبل الشعب!
الصراع داخل المؤسّسة الواحدة:
وغنيّ عن البيان، أن حكم المؤسّسة، لا يعني خلوّها، من الأخطاء، أو من الصراعات، أو من التكتّلات، بين أفرادها؛ من مستوى واحد، أو من مستويات مختلفة! فالمصالحُ قد تجمع أفراداً، وقد تفرّق آخرين.. والمبادئ كذلك!
لذا؛ غالباً ما يكون اتخاذ القرار، ضمن مؤسّسة واحدة، أصعب من اتخاذه، من قبل فرد واحد، أو من قبل مجموعة، متّفقة المصالح، أوالأهداف!
وغالباً مايكون للمؤهّلات الشخصية، داخل المؤسّسة، أثر واضح، في توجيه القرارات، باتجاهات معيّنة، أو في فرضها، أحياناً، بأساليب، لاتخلو، من: مكر، أو دهاء، أو ضغط، أو ابتزاز..!
صراع المؤسّسات، فيما بينها:
وكما يحصل الصراع، داخل المؤسّسة الواحدة، يحصل بين المؤسّسات المختلفة، أحياناً، من تشريعية وتنفيذية، وغيرها! ويكون لمؤهّلات الأفراد، تأثير كبير، في حسم القرارات!
دور الفرد في حسم الصراع، داخل المؤسّسة(كلّ دورٍ، بحسب حجم صاحبه، وقوّة تأثيره):
اختلاف مؤهّلات الأفراد، في الحياة، عامّة، وداخل المؤسّسات، خاصّة، يؤدّي، بالضرورة، إلى اختلاف تأثيراتهم، داخل مؤسّساتهم! فصفات الفرد الشخصية، وملكاته العقلية، ومؤهّلاته العلمية والثقافية .. لها تأثير كبير، في صناعة القرار، داخل المؤسّسة ؛ تأثير على نفسيات الأفراد الآخرين، وعقلياتهم: سلباً، أو إيجاباً، في صناعة قرار ما، أوصناعة قرار معاكس له، أو مختلف عنه!
وقد تتشكّل، بناء على ذلك، مراكز قوى، داخل المؤسّسة الواحدة، تتنازع فيما بينها؛ إذ يضمّ كلّ شخص قويّ، إلى جانبه، بعض الشخصيات، الخاضعة لتأثيرة، وينافس بها مركزاً آخر؛ ممّا يؤدّي، أحياناً، إلى تمزّق المؤسّسة، بين مراكز قوى متعدّدة!
ففي الدور الإيجابي للفرد، في حسم الصراع، كلّ يرى الإيجابية، من زاوية رؤيته!
وكذلك تكون النظرة، إلى الدور السلبي، بحسب اختلاف زوايا الرؤية، والمصالح المتعاكسة، أو المتباينة! ففي حين يرى بعض الأفراد، موقفاً معيّناً، سلبياً، من زاوية النظر، إلى مصالحهم، أو أهدافهم، أو مبادئهم .. قد يرى أفراد أخرون، ذلك الموقف إيجابياً، من الزاوية المعاكسة، التي تخدم مصالحهم، أو أهدافهم، أو مبادئهم، أو تقديراتهم لمصلحة المؤسّسة، التي يعملون فيها!
وبناء على هذا وأمثاله، نمَتْ، في أذهان بعض الناس، فكرة تفضيل المستبدّ العادل، المحاط بمستشارين مختصّين، ذوي علم وخلق..على المجموعات المختلفة، التي تتنازع، على صناعة القرار، ثمّ تتدافع المسؤولية، الناجمة عن نتائجه وتأثيراته، السلبية!