الإخوان المسلمون في سورية

تَحْديدٌ لِلنَّسْل

قصص أقصر من القصيرة (17)

(شَهْلاَء)، امرأة شابّة تزوّجت منذ شهرَيْن، وهي تسكنُ مع زوجها الغالي في إحدى ضواحي المدينة الصاخبة، سألَتْ زوجَهَا ذات يوم:
– هل تحبّ الأطفال يا (أكرم)؟!..
أجابها زوجها المهندس (أكرم):
– وهل هناك زوجٌ لا يحبّ الأولاد والأطفال يا عزيزتي (شَهْلاَء)؟!..
تابعت الزوجة العزيزة:
_ كم ولداً يجب أن نُنجِبَ يا عزيزي؟!..
أجابها على الفور:
– دزّينةً أو دزّينتَيْن.. لا فرق.. الذي يكتبه الله عزّ وجلّ لنا.. سنرضى به وسيكون رائعاً!..
شَهَقَتْ (شَهْلاَءُ)، مبتسمةً.. وتابعت حديثها لتصل إلى هدفها:
– أنتَ تعلَم يا (أكرم) أنّ العالَم قد تغيَّر، وأنا مقتنعة جداً بقضايا (تحديد النسل)، فهموم الحياةِ أصبحت أعمق وأكثر من أيام جَدّتي وجَدّتك وأمي وأمك.. يعني، صبي وبنت.. يكفينا، أليس كذلك يا عزيزي الغالي؟!..
– مع أنني غير مؤمنٍ بقضية تحديد النسل.. لكن كما ترغبين يا غاليتي، المهم أن تحفّك السلامة دائماً، وتبقَيْنَ مُتَألِّقَةً كما أنتِ عليه الآن!..
بعد سَنَتَيْن، أنجبت (شَهْلاَءُ) طفلةً رائعة الجَمال سمَّتها (رَهَف).. وبعد خمس سنواتٍ ولدت أيضاً، لكنّها لم تُنجِب طفلاً، بل أنجبتْ طفلةً ثانية، سمَّاها أبوها (دَمْعة)!.. وفي إحدى الليالي الربيعية الجميلة، قالت (شَهْلاَءُ) لزوجها:
– يكفي يا (أكرم)، فالخالق سبحانه لم يرزقنا طفلاً ذَكَراً، وأنا تعبتُ من الإنجاب، وعلينا أن نكون عَصْريِّينَ كما يفعل المتحَضِّرون، ولا تنسَ أنّ الأولاد يحتاجون لتربيةٍ وتعليمٍ وبناءٍ مُشَرِّفٍ لمستقبلهم!..
– لا بأسَ يا عزيزتي، تكفينا العروسان الرائعتان (رَهَف) و(دَمْعَة)!..
بعد سبع عشرة سنة، نُقِلَتْ (شَهْلاَءُ)، التي تجاوز عمرُها الأربعين.. على وجه السرعة، إلى مشفى التوليد، لتضعَ هناك سبعة توائم: أنثى وستة ذكور!..
.. وبعد خمسةٍ وعشرين عاماً، كان العجوزان (شَهْلاَءُ) و(أكرم) لا تَسَعهما الفرحة بمن رزقهما الله من أبناءٍ وبنات، وهم: مُعَلِّمَتان (رَهَف ودَمْعَة)، وطبيبان، وثلاثة مُهَندسين، وصيدلانية، ومحامٍ.. وعشرون حفيدأ وحفيدة!..
* * *

د. محمد بسام يوسف