الإخوان المسلمون في سورية

حث الدعاة على مضاعفة العمل للإسلام المحفزات على العمل الدعوي (4)

د. محمد أبو صعيليك

 

* محاسبة النفس:

 

لا بد للداعية إلى الله تعالى من انتباه لنفسه، ومحاسبة لها، لأن في تلك المحاسبة حفز لها على العمل، وتوجيه لها إلى العطاء، وتمييز لها من ما يمد الجد، فالمحاسبة عند الداعية محركة له ودافعة لهمته إلى العلياء، وإيصالاً لدعوته، ونشراً لفكرته، وإبرازاً لذمته، ومساعدة لإخوانه، ونظرة لأهل الحق. ولما كان هذا حالها؛ كان لا بد لنا من تقرير الأمور التالية:

 

1- يقصد بالمحاسبة: إحصاء المرء لأعماله، ومراجعة نفسه بخصوصها، بحيث يتلافى ما فاته من الأعمال، وما حصل منه من قصور.

 

2- والمحاسبة للنفس مشروعة في دين الله تعالى دل على هذا تصرف الكتاب: فمن ذلك قوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلمُونَ) وقوله (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ والله رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ).. تدل عليها مأثور من السلف فقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.. وقال ميمون بن مهران: التقي اشد محاسبة لنفسه من سلطان حاكم ومن شريك شحيح.

 

3- ولئن كان هذا حال المحاسبة وأهميتها فإن هذا يدفعنا بالضرورة إلى أن تعرف أن المحاسبة على مسيرة الدعوة إلى الله تعالى، وهذا ما نذكره كما يلي:

 

1- تحسين الأداء الدعوي، واستخلاصه من الخطأ والنقص.

 

2- إعداد كوادر المرحلة، وتحسين نوعيتها، ومعالجة الخلل في شخصيتها.

 

3- المتابعة الدائمة للعمل بحيث لا يقع فيه خلل أو فتور.

 

4- توسيع الميادين التي تدخل فيها الدعوة إلى الله تعالى ربما يؤدي إلى دخول أفراد جدد إلى مسيرة الدعوة إلى الله تعالى.

 

5- الوقاية من الآفات التي تصيب المسلم من قلة العبادة، وقلة العمل، والآفات الاجتماعية المهلكة كالعجب والكبر والشح والحسد والحقد وغيرها.

 

6- قطع الطريق على الشيطان في انفراده بالمقصرين والمبتعدين عن جادة الصواب من الدعاة إلى الله تعالى، حيث إن المحاسبة قدمتهم إلى ريادة عمل، وزيادة جهد.

 

7- المحاسبة خير دافع للعمل، وشاحذ للهمة، ومحفز للخير، يدفع الداعية إلى الله تعالى إلى مضاعفة الجهد، وفريد البذل في طاعة الله، فيرحل دعوة الله إلى أناس آخرين جدد لم يكن قد توقع وصولها إليهم، ويجدد في أناس آخرين العمل، فيقوي عزائمهم، ويشحذ هممهم، ويستخرج طاقاتهم.

 

تلك هي الآثار التربوية المترتبة على ممارسة الإنسان للمحاسبة وقيامه بها، وهي آثار جانبية في هذا الخير الكثير وأفراد الجماعة، وفي السر والعلن، نسأل الله تعالى أن يعيننا عليها، وأن يرزقنا المتابعة فيها والله المستعان.

إخوان سورية

أضف تعليقاً