الإخوان المسلمون في سورية

حث الدعاة على مضاعفة العمل للإسلام.. المحفزات إلى العمل الدعوي (6)

د. محمد أبو صعيليك

 

*معاقبة النفس:

 

ولا بد للداعية إلى الله تعالى من معاقبة نفسه إذا تحقق له وقوعها في المعصية والتقصير في بذل الوسع والجهد في دعوة الله تعالى، وهذه المعاقبة وسيلة من وسائل الحفز للعمل الدعوي، ودافع من دوافع العمل، وشاحذة للهمة، ولما كان هذا حالي، لا بد لنا من الإلمام بهما من خلال الأمور التالية:

 

1- يقصد بالمعاقبة: إيفاء المرء العقوبة على نفسه في التقصير والمعصية.

 

2- الأصل في مشروعية العقوبة آثار من السلف، ولم يتبق عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء.

 

3- والعاقبة التي هي وسيلة لتربية النفس لا بد لها من ضوابط وهذه الضوابط هي:

 

أ- أن لا تكون العقوبة بما لا تحتمل النفس، فيفضي هذا إلى مللها وضجرها ويؤدي إلى إفسادها، وارتكابها، ونسأل الله السلامة.

 

ب- أن تكون العقوبة بأمر مباح، ولا تكون بمحرم، كمن نظر فقلع عينه، فهذا لا يحل لأنه إتلاف للنفس وهذا حرام.

 

جـ- أن يترغب من هذه العقوبة إصلاح للنفس، وتغيير للحال، وإلا فلا بد من البحث عن طريقة أخرى للعلاج.

 

د- ألا تؤدي هذه العقوبة للنفس أي ضرر أكبر، كقتل النفس وغيره.

 

4- ولئن كان هذا حال معاقبة النفس فإنه يمكن أن يكون لها آثار إيجابية على الدعوة إلى الله تعالى، وهذا ذكر لبعض تلك الآثار الإيجابية كما يلي:

 

أ- أنها تحفز النفس على متابعة العمل، ومواصلة الجهد في الدعوة إلى الله تعالى.

 

ب- تخلص النفوس من القصور، ومن الرضى بعدم تحسين الحلل في العمل الدعوي.

 

جـ- توجد عن الداعية همة جديدة وعزماً أكيداً للعمل الدعوي.

 

د- تجدد شباب نفس الداعية، وتوجد عنده الهمة للحركة، العمل في دعوة الله تعالى.

 

هـ- تخلص الداعية من جرم خذلانه لإخوانه الدعاة على الله تعالى، حين ينكص بهم، ولا يعمل على إعانتهم في المهمات الدعوية التي هم بصدد تنفيذها.

 

هذا ما وقفت عليه من آثار تربوية إيجابية لمعاقبة النفس في تقصيرها في مجال العمل الدعوي، ومن الله تعالى أجر السداد، وهو المستعان.

إخوان سورية

أضف تعليقاً