الإخوان المسلمون في سورية

على هذه الأركان تنتصر المبادئ

[باختصار من رسالة: “إلى أي شيء ندعو الناس؟”، للإمام الشهيد حسن البنا]

 

الإمام الشهيد حسن البنا

 

إنّ تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة التي تحاول هذا، أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل، إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في أمور عدّة: إرادةٍ قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلوّن ولا غدر، وتضحيةٍ عزيزة لا يحُول دونها طمع ولا بخل، ومعرفةٍ بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه، والانحراف عنه، والمساومة عليه، والخديعة بغيره.

 

على هذه الأركان الأولية التي هي من خصوص النفوس وحدها، وعلى هذه القوة الروحية الهائلة تُبنى المبادئ، وتتربى الأمم الناهضة، وتتكوّن الشعوب الفتيّة، وتتجدد الحياة فيمن حُرموا الحياة زمناً طويلاً.

 

وكل شعب فَقَدَ هذه الصفات الأربعة أو على الأقل فَقَدَها قوّاده ودعاةُ الإصلاح فيه، فهو شعب عابث مسكين، لا يصلُ إلى خير ولا يحقق أملاً. وحسْبُه أن يعيش في جوّ من الأحلام والظنون والأوهام: (وإنّ الظنَّ لا يُغني من الحقّ شيئاً). {سورة النجم: 28}.

 

هذا هو قانون الله تبارك وتعالى وسنّته في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً: (إنّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم). {سورة الرعد: 11}.

 

وهو أيضاً القانون الذي عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه أبو داود: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكَلةُ إلى قصعتها، فقال قائل: أوَ مِن قِلةٍ نحن يومئذ؟. قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابةَ منكم، وليقذِفنّ في قلوبكم الوَهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حبُّ الدنيا وكراهية الموت”.

 

وإن الأمة إذا رتعت في النعيم، وأنِسَتْ بالترف، وغرقت في أعراض المادة، وافتُتِنَتْ بزهرة الحياة الدنيا، ونسيتْ احتمال الشدائد ومقارعة الخطوب والمجاهدة في سبيل الحق، فَقُلْ على عزّتها وآمالها العَفاء.

إخوان سورية