الإخوان المسلمون في سورية

عرض وتلخيص لكتاب “النبوءة والسياسة”

عرض وتلخيص لكتاب “النبوءة والسياسة”
النبوءة والسياسة
الإنجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية
PROPHECY and POLITICS
Militant Evangelists on the road to the nuclear war
By
GRACE HANSELL
– المؤلفة: غريس هالسل. ترجمتها سترد في التعاريف بالأعلام.
– المترجم: محمد السمّاك.
– الناشر: الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان.
– توزيع: الدار العربية للعلوم ص.ب 5574-13 بيروت، لبنان.
– يقع الكتاب في نحو 190 صفحة، ويتضمن مقدّمة للطبعة الثالثة (الأخيرة): 1411هـ- 1990م.
ثم مقدّمة للكتاب وخمسة عشر فصلاً وخاتمة.
قبل هذه الطبعة كانت الطبعة الأولى: 1409هـ- 1989م والثانية: 1411هـ- 1990م.

مقدّمة الطبعة الثالثة: 3 صفحات (من ص3- ص5)

يمثّل العالم العربي موقعاً فريداً في عملية اتخاذ القرار السياسي الأمريكي، لموقعه الجغرافي، وسوقه الاستهلاكية، ونفطه… ولتأثير الفكر الديني المسيحي – الإنجيلي على صياغة القرار من الصراع العربي الإسرائيلي. فالإنجيليون يمثّلون الصهيونية المسيحية: يؤمنون بعودة المسيح، وهذه العودة مشروطة بقيام دولة صهيون وتجميع اليهود على أرض فلسطين.
واليهود شعب الله المختار. ولابد من محرقة نووية هَرْمجَدُّون تحضّر لعودة المسيح، حيث تحرق كل الناس سوى المسيحيين الإنجيليين: يحترق المسلمون والمسيحيون العلمانيون واليهود… وحتى المسيحيون غير الإنجيليين!.
لقد قامت في بريطانيا ثم في الولايات المتحدة حركات دينية إنجيلية انطلاقاً من هذه المعتقدات. أهمها الحركة التدبيرية Dispensationalism التي تؤمن أن تدبير الله للعالم سينفذ: عودة اليهود إلى فلسطين، وقيام إسرائيل، وهجوم أعداء الله على إسرائيل، ووقوع محرقة هَرمجَدُّون، وظهور المسيح المخلّص الذي يحكم بسلام مدة ألف عام.
وتضم هذه الحركة 40 مليون أمريكي، منهم الرئيس السابق رونالد ريغان وكثير من المسؤولين.

المقدمة

يؤمن المسيحيون أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى هَرْمجَدُّون، وستتوّج هذه المعركة بعودة المسيح الذي سيحكم على جميع الأحياء والأموات. وأن عمر الكون هو 6 آلاف سنة. وأن اليهود شعب الله المختار، وأن الله أعطاهم الأرض المقدسة، وأنه يبارك الذين يُباركون اليهود، ويلعن الذين يلعنونهم.
إن المسيحيين البروتستانت المؤمنين بالكتاب المقدّس أنشؤوا معظم جامعاتنا الكبيرة بما فيها هارفارد، وبرنستون، وإيموري، ودرو وجامعة جنوب كاليفورنيا وكذلك معظم مستشفياتنا الكبيرة، فضلاً عن الكنائس.
– أظهرت بعض الاستقصاءات: أن 39% من الشعب الأمريكي (85 مليوناً) يقولون: عندما يتحدث الكتاب المقدس عن تدمير الأرض بالنار فهذا يعني أننا نحن سوف ندمّرها، والحرب النووية لا مفر منها: هَرْمجَدُّون.
– وأن 50% فقط من الرأي العام الأمريكي يرى إمكانية تحسين العلاقة بين أمريكا وروسيا.
– وأن 40% من المشاهدين (61 مليون أمريكي) يستمعون إلى مبشرين يقولون إنه لا يمكن منع حدوث حرب نووية تنفجر في حياتنا.
– يمكن الاستشهاد بأقوال أحد مشاهير التدبيرية لنتعرّف على نموذج من معتقداتهم. إنه (كينين كوبلاند) الذي يبشّر بالتلفزيون ويصل صوته إلى نحو 5 ملايين منزل.
إنه متخرّج من جامعة أورال روبرتس، ويرى أن إسرائيل الحديثة وصهيون الإنجيلية هما شيء واحد. ويقول: (إن الله أقام إسرائيل. إننا نشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل… إنه لوقت رائع أن نبدأ في دعم حكومتنا طالما أنها تدعم إسرائيل…).
لكن كوبلاند لا يُحبّ بالضرورة إسرائيل، إنما يعبّر عن حبه لأنه وأتباعه يرون أنها المسرح الذي سيُقدّم عليه مشهد معركة مجدليون وعودة المسيح. ويعبّرون عن حبهم لليهود على أنهم الممثّلون في مسرح النظام الديني.
– إن هذه الرسالة: (هَرْمجَدُّون قادمة)… تُبَثّ عبر 1400 محطة دينية في أمريكا.
ومن بين 80 ألف قسيس إنجيلي يُذيعون يومياً من خلال 800 محطة راديو، فإن الأكثرية الساحقة منهم تدبيريون.
– إن الإنجيليين التلفزيونيين يجعلون من تأييد إسرائيل نوعاً من العبادة.
– هناك نحو 200 معهد في أنحاء الولايات المتحدة تخرّج طلاباً مؤمنين بمبادئ سكوفيلد: يؤمنون بالخلاص وبنار هَرْمجَدُّون النووية.
– يقول الدكتور وال فورد الذي درّس هول لندسي (انظر ترجمته في آخر البحث) العقيدة التدبيرية: إن الله لا ينظر إلى جميع أبنائه بطريقة واحدة، بل يقسّمهم إلى فئتين: اليهود، والعامة (الجنتيل). وإن لله خطة أرضية من أجل اليهود، وخطة سماوية للمسيحيين المخلصين، أما بقية الناس من مسلمين وبوذيين… ومسيحيين غير مخلصين.. فإنهم لا يهمونه!.
– ويقول التلفزيوني الإنجيلي جيم روبيسون (الذي دعاه الرئيس ريغان لإلقاء صلاة افتتاح مؤتمر الحزب الجمهوري في عام 1984): إن أي تبشير بالسلام قبل عودة المسيح هرطقة، إنه ضد كلمة الله.

مع جيري فولويل في أرض المسيح: معركة هَرْمجَدُّون

ينظم فولويل رحلات إلى إسرائيل. شاركت المؤلفة في رحلة منها عام 1983. وللوصول إلى “مجيدو” سافرت من تل أبيب شمالاً مسافة 55 ميلاً فوصلت إلى منطقة تقع 20 ميلاً جنوب شرقي حيفا، و15 ميلاً بعيداً عن البحر.
وكان في الرحلة رجل أعمال متقاعد، خدم في الجيش برتبة كابتن، اسمه “كلايد”، قاد جنوده بنجاح في الحرب العالمية الثانية، وأبدى شجاعة…
لاحظ كلايد عند مجيدو آثار مدينة كنعانية وقال: إننا على الطرف الجنوبي من سهل أسديرلون الذي ورد ذكره في النصوص باسم وادي جيزريل.
وقال: كانت مجيدو مدينة مهمة جداً وعلى مفترق استراتيجي، ووقع فيها من المعارك أكثر من أي بقعة أخرى في العالم، وكان الغزاة القدماء يقولون: من استولى على مجيدو فإنه يستطيع أن يتصدّى لكل الغزاة… وفي إصحاح يوشع 21/12 (أن يوشع والإسرائيليين هزموا الكنعانيين هنا في معركة واحدة). وبعد قرنين ربحت القوات الإسرائيلية المعركة ضد القائد الكنعاني سيسيرا. وبعد ذلك حصّن الملك سليمان المدينة وجعلها مركزاً عسكرياً لأحصنته وعرباته… وفي تاريخنا المعاصر حقّق الجنرال البريطاني اللنبي عام 1918 انتصاراً على الأتراك هنا.
ثم قال كلايد: إنني أشاهد الآن ساحة المعركة الأخيرة الكبرى.. لنأخذ الاسم مجيدو، ولنضف إليها الكلمة العبرانية هار ومعناها الجبل فتكون هارمجيدو بمعنى جبل مجيدو، ويمكن ترجمتها هَرْمجَدُّون.
قالت: ولكن أين الجبل؟ أهذه التلة الصغيرة؟ وأين ستقع المعركة؟ أفي هذه البقعة التي لا تساوي مزرعة من مزارع تكساس؟! فأجاب:
هذا هو مكان المعركة التي تتورط فيها كل الأمم. لقد وردت كلمة هَرْمجَدُّون مرة واحدة في الإنجيل (وليس في العهد القديم) في سفر الرؤية 16/16: ” وجمعهم جميعاً في مكان يدعى بالعبرية هَرْمجَدُّون” ولقد كتب القديس جون (أو يوحنا) هذا السفر. ويقول هذا القديس: إن مدن الأمم تنهار، وكل جزيرة تتلاشى، والجبال تدك”… “إن 200 مليون رجل من جيش الشرق سوف يتقدمون نحو الغرب لمدة عام، ويمرون عبر مجيدو ويدمّرون المناطق الآهلة في العالم قبل أن يصلوا إلى نهر الفرات”. وتقول الآية 16 “إن نهر الفرات سيكون جافاً مما يمكّن ملوك الشرق من اجتيازه”.
ويتابع كلايد: إن القادة وإن تباينت أهدافهم السياسية فإنهم يتحركون بدوافع الروح الشيطانية… وقد ورد لفظ “الوحش” في سفر الرؤية على لسان يوحنا، وهو يعني أنه يكون هناك اتحاد قوي من عشر دول أوروبية ونحوها… وهو ما ندعوه اليوم بالسوق الأوروبية المشتركة. وفي الكتاب المقدس 8/2: “وبعد ذلك فإن الخبثاء يظهرون، وإن الرب سوف يبتلعهم من خلال روح فمه وسوف يدمرهم من خلال ضوء حضوره”.
وفي الفصلين 38 و39 من حزقيال: “ستنهمر الأمطار وتذوب الصخور وتتساقط النيران وتهتز الأرض والجبال” إن حزقيال ربما كان يُشير إلى تبادل الأسلحة النووية!.
إن ما يقوله كلايد يؤمن به ملايين من الأمريكيين حرفياً.
ويقول كلايد: سوف يكشف المسيح عن سلاح جديد له نفس الآثار للقنبلة النيوترونية. نقرأ في زكريا 12/14: “إن جلودهم سوف تتآكل وهم واقفون على أقدامهم وإن عيونهم سوف تتآكل في مآقيها..”.
ويتابع كلايد: إن ثلثي اليهود الذين يعيشون هنا سوف يقتلون. وقد ورد هذا في زكريا. سوف يسيل الدم بحيث إن الله يشبهه بالخمر المعصور. وعلى مدى 200 ميل فإن الدم سوف يصل إلى ألجمة الخيل. إن الله يفعل ذلك بصورة أساسية من أجل شعبه القديم اليهود. لقد صمّم فترة السبع سنوات هذه ليُطهّر اليهود ويحملهم على رؤية النور والاعتراف بالمسيح المخلص.
تقول المؤلفة: إن تفسيره هذا يربكني. هل اختار الله اليهود من بين كل الشعوب ليكونوا أصفياءه، وليبيد معظمهم؟! ويبدو لي أن كلايد يُحبّ إسرائيل ولا يحب اليهود، ولا يشعر بندم نحو اليهود أو غيرهم ممن يقول: إنهم سوق يُقتلون.
ويقول: سوف يحتاج اليهود الذين يعيشون في إسرائيل إلى سبعة أشهر لدفن جميع الجنود الموتى. كما في حزقيال 12/39.
***
في الحقيقة إن جذور هذه النظرية تبدأ في القرن التاسع عشر على يد جون نلسون داربي، وهو قسيس إيرلندي يقول: إن عند الله مجموعتين من الناس يتعامل معهما، وإن إسرائيل مملكة الله على الأرض، والكنيسة المسيحية مملكته في السماء.
وقد زار داربي كندا والولايات المتحدة، وأثّر في جايمس بروكس راعي الكنيستين الكبيرتين.
وعن داربي أخذ سكوفيلد الفكر وعقد عام 1875 مؤتمرات حول “نبوءات الكتاب المقدس”. وألّف كتاباً طبع عام 1909 وانتشر كثيراً.
يُشير جوزف كنفيلد في كتابه “سكوفيلد العجيب وكتابه” إلى أن سكوفيلد زرع آراءه الشخصية في الإنجيل، بحيث التبس على العامة كلامه بكلمات روح القدس.
يرى سكوفيلد أن العالم يسير نحو كارثة، وعلى المسيحيين المخلصين أن يرحبوا بها، لأن المسيح سوف يرفعهم عندئذ إلى السحاب ولن يواجهوا شيئاً من المعاناة.
وكان جيمس وات، وزير الداخلية السابق يؤمن بهذا ولا يُبدي قلقاً حول تدمير مصادر الأرض والعجز في الميزانية الذي يزيد على 200 بليون دولار/ سنة، وتضاعُف الدينِ الوطني في 4 سنوات. لماذا؟ لأن العالم سيخرب وشيكاً. ومثل جيمس وات كل اليمين الديني وبعض الدوائر الحكومية.

النهاية قريبة (ص 35-43)

سجلتُ كلمات كلايد، ثم وجدتها مماثلة لما يقوله جيري فولويل.
في عام 1970 حذّر بيلي غراهام من أن العالم يتحرك الآن بسرعة كبيرة نحو هَرْمجَدُّون، وأن الجيل الحالي قد يكون آخر جيل في التاريخ.
ويؤكد غراهام أن موقع هَرْمجَدُّون في سهل جزريل بين الجليل والسامرة، وأن نابليون حين شاهد هذا المكان أشار إلى هذا المعنى.
ومثل هذا يؤكده الرئيس السابق للقساوسة الإنجيليين (س. س. كريب) عام 1977.
ويؤكد ليندسي أنه بعد قيام دولة إسرائيل بدأت تظهر النبوءات ودلالاتها. إن العالم سوف يتمركز على الشرق الأوسط وإسرائيل بالذات، وهذا ما يظهر في الصحف اليومية.
وليندسي هذا خبير في الشؤون الدولية والتاريخ العالمي، ويفسّر الرؤى الدينية بما ينسجم مع الواقع الحالي. فمثلاً يقول: رأى جون في الحلم جراداً لها أذيال العقارب. وتأويلها (عند ليندسي) طائرات هيلوكبتر تطلق من أذيالها غاز الأعصاب. ويقول ليندسي: الجيل الذي ولد منذ 1948 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح، وعلينا قبل ذلك أن نخوض حربين: الأولى ضد يأجوج ومأجوج، والثانية في هَرْمجَدُّون. والمأساة تبدأ بأن يتحالف العرب مع السوفيات ويُهاجمون إسرائيل!.
ويستبشر ليندسي بهجوم الـ200 مليون جندي من الشرق وملايين أخرى من الغرب. وارتفاع الدم إلى ألجمة الخيل، وزوال مدن كلندن وباريس وطوكيو ونيويورك، ومقتل معظم البشرية… حتى اليهود لا يبقى منهم سوى 144 ألفاً يتحولون جميعاً إلى المسيحية. وهؤلاء القلائل الذي سينجون سيتولى الرب بطريقة خارقة إخفاءهم من أجل نفسه طوال 3.5 من سنوات المحنة، بعضهم سيكون في مدينة الحمراء الوردية في الأردن (البتراء). أنا لا أعرف كيف، ولكنّ الله سيحفظهم، لأن اليهود شعب الله المختار.
وينقل فولويل عن إصحاح زكريا وإصحاح إسحاق أن ساحة معركة هَرْمجَدُّون ستمتد مسافة 200 ميل، من مجيدو شمالاً إلى أيدوم جنوباً، ومن البحر الأبيض غرباً إلى تلال موهاب شرقاً مسافة 100 ميل… وكل المنطقة ستكون مدينة القدس. وسيجتمع فيها 400 مليون من أجل المأساة النهائية للإنسانية… وسيذبح المسيح كل أعدائه وسيضرب الوحش والنبي الكذّاب ويلقي بهما في بحيرة من نار… ما أعظم أن نكون مسيحيين! إن أمامنا مستقبلاً رائعاً!.
ويقول فولويل: ونشكر الله أن هَرْمجَدُّون ستكون نهاية أيام العامة جنتيل، وتعد المسرح لتقديم الملك الرب المسيح. هناك تطورات جرت في روسيا تنبّأ بها النبي حزقيال منذ 2600 سنة حيث تحدث عن الأمة التي تكره الله، وأنها تسكن أرضاً اسمها روش، وفيها مدينتان: ميشش وتوبال. أليس المراد بهما: موسكو وتبولسك، العاصمتين الحاكمتين في روش أي روسيا. لقد قال إن روش سوف تغزو إسرائيل في الأيام الأخيرة بمساعد حلفاء: إيران وأثيوبيا وأوروبا الشرقية والقوقاز..

ريغان: التسلّح من أجل هَرْمجَدُّون حقيقية

في دراسات أجريت حول الرئيس ريغان تبيّن أنه من المؤمنين بالتدبيرية ونظرية هَرْمجَدُّون. وهكذا ظهر في فترة رئاسته. ففضلاً عن أن كل قادة اليمين المسيحي يؤمنون بهذه العقيدة، فإن طفولة ريغان وعقيدة أمه (نال ريغان) ونوعية أصدقائه (مثل المبشّر الإنجيلي بيلي غراهام) وتصريحاته ومواقفه… تؤكد إيمان ريغان بهذه العقيدة: العالم يوشك أن ينتهي، والمسيح قادم، واليهود شعب الله المختار، والملايين سيُقتلون في هَرْمجَدُّون… ودور روسيا (يأجوج ومأجوج) ومعها ليبيا التي تتحول إلى الشيوعية وكذا أثيوبيا (لا سيما بعد أن أسقط الشيوعيين هيلاسيلاسي)… وكل ذلك قريب، وكل المؤشرات تدل عليه.
في عام 1980 كان ريغان مرشحاً للرئاسة وكان يتحدث عن هَرْمجَدُّون في مقابلة تلفزيونية مع الإنجيلي جيم بيكر فقال: إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد هَرْمجَدُّون.
ورتب ريغان لـ(فولويل) حضور اجتماع مجلس الامن القومي ليُناقش المسؤولين في احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا. كما وافق على حضور هول لندسي لإلقاء كلمة عن الحرب النووية أمام استراتيجيي البنتاغون.
وكتب جيمس ميلز مقالاً عن عقيدة ريغان واعتبرها وراء معظم قراراته السياسية كتوجهه القوي نحو الإنفاق العسكري، وبرودته تجاه مقترحات نزع التسلح النووي، وتجاه الدََّين المتزايد على الولايات المتحدة.
قالت الواشنطن بوست في 3/2/1986: إن الإنفاق على مشاريع وزارة الدفاع يُشير إلى ارتفاع الرقم من 258 مليار دولار عام 1986 إلى 357 مليار عام 1991.
ويقول وزير الدفاع السابق كلارك كليفورد في 14 آب 1985: إن القدرة التدميرية الإجمالية للقوة النووية في العالم اليوم تعادل مليون مرة قنبلة هيروشيما، وعلينا أن نمضي قُدماً في صناعة المزيد.
ولدى الولايات المتحدة 670 أداة من الأسلحة النووية في 40 ولاية بحيث يبلغ عدد الرؤوس الجاهزة 14500 رأساً، وفي ألمانيا الغربية 3400 سلاحاً نووياً أمريكياً، وفي بريطانيا 1270، وفي إيطاليا 550، وفي تركيا 490، وفي اليونان 164، وفي كوريا 150، وفي هولندا 80، وفي بلجيكا 25.

استراحة في الناصرة

في رحلة منظمة عام 1983 مع فولويل شعرتُ كيف أن الدليل الإسرائيلي كان يتجاهل فلسطين والفلسطينيين، ولا يذكر نهر الأردن والضفة الغربية، بل يسمّي الأرض باسمها الإنجيلي القديم يهوذا والسامرة.
هناك في الواقع 400 ألف فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، و800 ألف في الضفة الغربية (بما في ذلك 105 آلاف في شرقي القدس) ومليون ونصف في المنفى: في الأردن ولبنان وسورية والولايات المتحدة…
ومع أن معظم مناطق الضفة استولت عليها إسرائيل عام 1967، وأدانت المحافل الدولية هذا الاستيلاء إلا أن بناء المستوطنات مستمر.
وكانت زميلتي تستغرب ما أقول لها في هذا الشأن. لقد كانت تحسب أن كل من يسكن في فلسطين (في إسرائيل والضفة…) يهود. فهكذا هي ثقافتنا في أمريكا، نتعلّم عن الشرق الأوسط من خلال الكتاب المقدس. وحين نقرأ عن العبرانيين الذين وصلوا يوماً إلى فلسطين، نظن وكأن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب، سكنها العبرانيون وحدهم وما زالوا.
كان من الصعب عليّ اقتحام عقل زميلتي، وكما يذكّرنا علماء النفس فإنه في الصراع بين التفكير المنطقي والمشاعر العميقة، فإن العواطف هي التي تجتاحنا في العمق بسهولة.
لقد تعلّمنا أن القوانين الوضعية لا تطبّق على إسرائيل، إنما تطبّق عليها قوانين الله.
وحين مررنا بمنطقة فيها مخيمات، وكان واضحاً أن سكانها فلسطينيون، سألتْ إحدى زميلاتنا: ما هذا؟ فأجاب الدليل: “هؤلاء العرب. إنهم يفضّلون أن يعيشوا هكذا. لقد حاولنا مصادقة العرب. ولكن المسلمين جميعهم إرهابيون”. وتجاهل وجود مسيحيين بين الفلسطينيين. وعلّقت الزميلة: إذا كان العرب أعداء لإسرائيل فهم أعداء لله.
كان فولويل يتعمد أن يحول بيننا وبين مقابلة المسيحيين في فلسطين، وكان الدليل لا يُخبرنا عن المدن التي يُشكل المسيحيون فيها أكثرية، كمدينة الناصرة التي ترعرع فيها المسيح، بل إننا حين مررنا بمدينة الناصرة لم يسمح لنا إلا بالنزول لقضاء الحاجة في المراحيض، وحين طلبنا أن نصلّي في إحدى كنائس القدس الكثيرة كان الجواب ستصلّون في الفندق!.
لقد كان فولويل والدليل… يؤكدون بأقوالهم وأفعالهم مدلول ما كانت قد أعلنته غولدا مائير يوماً ما من أنه لا يوجد شعب فلسطيني!.

استحسان المسيح العسكري (ص 64- 69)

لا يُرافق فولويل مجموعات الحجاج، ولا يرافق المسيحيين إلى كنيسة المهد وغيرها، إنما يسافر في الدرجة الأولى إلى إسرائيل، ويقيم في فندق من الدرجة الأولى، ويقيم في مدينة القدس في الأيام الثلاثة الأخيرة من الجولة.
في ليلة 19 من تشرين الثاني عام 1983 تم جمعُنا – 630 شخصاً – في قاعة المؤتمرات في فندق ديبلومات في القدس لمقابلة موشي أرينز وزير الدفاع، والسفير السابق لإسرائيل في الولايات المتحدة.
إن نسبة العسكريين إلى المدنيين في إسرائيل هي 22/1 وهي أعلى نسبة في العالم. وعدد السكان لا يتجاوز 4 ملايين. وهذه النسبة تعني أن السكان يعيشون في خوف دائم.
تحدّث أرينز عن هجومهم على جنوب لبنان، ووصفه بأنه انتصار لإسرائيل وللعالم الحر كلّه، لأنهم ذهبوا ليقتلوا كل الإرهابيين.
وكان المسيحيون يُقاطعون أرينز بالتصفيق (18 مرّة).
سألت إحدى أعضاء الوفد: هل كان يُدرك أنه صفّق لذبح شعب بريء؟ فقال: كان غزو لبنان من إرادة الله، وكان حرباً مقدسة، ينسجم مع العهد القديم ويؤكد النبوءة التوراتية الإنجيلية في هَرْمجَدُّون.
وسألتُ نفسي: إذا كان الله يُريد أن نتّبع المسيح غير العسكري فكيف يمكن أن يبارك الولايات المتحدة التي تُساعد الإثم؟!
وفي لقاءاتي مع من استطعت من المسيحيين في فلسطين كالقسّ نعيم خوري والقسيس جوزيف لونشتاين رئيس جامعة بيت لحم الدينية، أدركتُ مدى أصالة المسيحيين من ناحية، ومدى ما يتعرضون له من عسف على يد إسرائيل.
إن الإسرائيلين يعرفون أن فولويل وأمثاله يقفون معهم مهما بلغوا من القمع والنذالة… ويعرفون أن الصهيونيين المسيحيين الأمريكيين يرغبون في إعطائهم الأسلحة وبلايين الدولارات وأنهم سيصوّتون إلى جانبهم في الأمم المتحدة.

بحث عن حياة فولويل (ص 70- 80)

قدّم الإسرائيليون طائرة خاصة لفولويل من نوع ويندستريم ثمنها 2.5- 3.5 مليون مع قطع غيار بقيمة نصف مليون دولار. وفولويل يُباهي بأنه يقطع بطائرته النفاثة 10 آلاف ميل في الأسبوع للدعاية الانتخابية لمرشّحيه، وعنده “إمبراطورية”، بما فيها منزله الريفي الذي يقوم على حراسته حرّاس مسلّحون على مدار الساعة… علماً بأنه كان حتى عام 1967 يُنادي بفصل السياسة عن التبشير، ولكن انتصار إسرائيل عام 1967م غيّر من فولويل وكثير من الأمريكيين، فقد كان شعور العجز والهزيمة يُسيطر عليهم بسبب حرب فيتنام التي كانت لا تزال منغمسة فيها، فجاء انتصار إسرائيل تعويضاً معنوياً. ومع أن أمريكا كانت قد قدّمت بلايين الدولارات والأسلحة والرجال… مما مكّن إسرائيل من الانتصار إلا أن الشعور لدى فولويل هو أنه لم يكن لإسرائيل أن تنتصر لولا تدخّل من الله!.
وبعد هزيمة التحالف العمالي وقيام كتلة الليكود اليمينية، بدأ الإسرائيليون بقيادة مناحيم بيغن باستعمال فولويل، فسافر عام 1978م إلى إسرائيل على نفقتها، وغرس بعض الأشجار فيما يُعرف الآن باسم غابة فولويل. ثم استدعته إلى زيارة ثانية عام 1979 وألقى كلمة لتأييد بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وقال: إن الله يُحب أمريكا لأن أمريكا تحب اليهود!
وظهر فولويل أول سياسي أمريكي مرموق يقول: على أمريكا دعم إسرائيل ليس من أجل مصلحة إسرائيل فقط ولكن من أجل المحافظة على أمريكا نفسها.
ومع اقتراب انتخابات 1980 زاد بروز فولويل وسلّطت الصحافة أضواء على منظمته المعروفة باسم الأكثرية الوطنية. وقرّر ريغان مكافأته فمنحه ميدالية تحمل اسم فلاديمير زيف جابوتنسكي الأيديولوجي الصهيوني اليميني وأستاذ بيغن. وإن لفولويل وبيغن نفس الأهداف: إنهما يعشقان القوة ويبرّران العنف من أجل تحقيقها.
وجابوتنسكي يقول: إن كل من يؤمن بالعدالة فهو غبي. وعلى اليهود أن لا يثقوا بأحد، وأن يتسلحوا ولو بأسنانهم وأن يقيموا دولة صافية. وفي عام 1923 أنشأ منظمة للشبيبة المسلحة اسمها (بيتار) تحثّ اليهود على الهجرة إلى فلسطين، وبنى ميليشيا الهاغاناه التي انبثق منها الجيش الإسرائيلي.
إن فولويل هو الوحيد بين الجنتيل العامة الذي يحصل على ميدالية جابوتنسكي، وهو يتحدث عن مسيح عسكري ويحب إسرائيل لأنها عدوانية مسلّحة.
بعد أن وضع الإسرائيليون الميدالية على صدر فولويل زاد اعتمادهم عليه. ففي عام 1981م عندما قصف بيغن المفاعل النووي في بغداد تخوّف من رد فعل سيئ في الولايات المتحدة لأنها كانت قد زوّدت إسرائيل بالطائرة F16 وبالقنابل لاستعمالها في الدفاع وليس في توجيه ضربة مبكرة، اتصل بيغن بفولويل لترتيب الأمر، فأجاب بتلبية الطلب وهنّأ بيغن على القصف وقال: نحن فخورون جدا..
ومثل ذلك أيّد فولويل ضرب جنوب لبنان عام 1982 وقابل سعد حداد وقام بالدعاية لكتلة الليكود ودعا إلى اجتماع أعضاء من إدارة ريغان، بينهم الرئيس نيكسون، وشخصيات يهودية ومسيحية من مؤسسي منظمة الأكثرية المعنوية. وفي الاجتماع أيّدوا الغزو الإسرائيلي المجنون الذي كلّف إسرائيل 654 قتيلاً و3840 جريحاً وملايين الدولارات وجعل صبرا وشاتيلا وصمة عار في سمعة الدولة اليهودية.
في رحلة إلى الأراضي المقدسة عام 1985 سمعتُ من أحد الزملاء أنه يتمنى لو ولد يهودياً! فكل من هو غير يهودي أدنى من اليهودي. اليهود شعب الله المختار، أعطاهم الله تركته، ومنحهم الأرض المقدّسة، ففي الإنجيل 15/18: “لقد منحت ذريتكم هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”… وقال: إن اليهودي القادم من أمريكا أو بولندا أو من فلاشا الحبشة.. كلهم من عرق واحد منذ أيام إبراهيم.

زيارة الجبل المقدس (ص 81- 85)

في عام 1985م زرتُ القدس ورأيتُ الحائط الغربي المواجه للمسجد الأقصى، وهو جدار من الحجارة البيضاء عرضه 200 قدم، وطوله 1200 قدم، وقال لنا الدليل وهو يشير إلى المسجد والقبة: هنا سنبني الهيكل الثالث وقد أعددنا المخططات ومواد البناء والتحف الفنية وأثواب الحاخامين… ونحن ندرّس شبابنا كيف يقدمون التضحية بالحيوان كي نمارسها في الهيكل الثالث كما كنا نمارسها في الهيكل الأول والثاني.
إن الكتاب المقدّس يُخبرنا أنه في نهاية الزمن يُجدد اليهود التضحية بالحيوان.
إن مساحة الحرم الشريف تبلغ 40 آكراً، ويغطي سُدس المدينة القديمة. ولمدة 13 قرناً، باستثناء 88 سنة من فترة الصليبيين، حافظ المسلمون على هذا المكان.
وفي عام 1967م بعد أن سيطر اليهود على المدينة القديمة أزالوا الحي المعروف بالحي الغربي، وشرّدوا 5000- 6000 شخصاً، وهدموا بيوتاً ومساجد ومدارس.. وشمل الهدم – حسب إحصاء قامت به المدرسة الإنكليزية للتنقيب عن الآثار – ثلاثين صرحاً إسلامياً من عهود الأمويين والعبّاسيين والأيوبيين و79 صرحاً من العهد المملوكي، و37 بناءً من العهد العثماني.
زرت قبة الصخرة وهي من أجمل الصروح في العالم، وتُقارن غالباً بجمال تاج محل، وقد تمّ بناؤها عام 685م في عهد عبد الملك بن مروان.
وطالما سألتُ نفسي: أيتحدى اليهود مشاعر مليار مسلم موجودين في أكثر من 60 دولة… وقد يتسببون في حرب عالمية؟
لقد بنى العبرانيون هيكلهم الأول في القدس 950 ق.م، ودمّر البابليون هذا الهيكل عام 587 ق.م، ثم بنى العبرانيون الهيكل الثاني عام 515 ق.م فدمّره الرومان عام 70م، وليس معروفاً أين مكان الهيكلين السابقين لدى علماء الآثار. لكن كثيرين (من اليهود) يعتقدون أنه في مكان المسجد الأقصى!.

التحريض على الحرب المقدسة (ص 86- 103)

يعتبر ريزنهوفر نفسه نهيميا جديداً. إن نهيميا التوراتي تفرّغ لإعادة بناء القدس، وريزنهوفر يعتقد أنه مدعوّ لإعادة بناء الهيكل على الرغم من أنه من العامة جنتيل، وعلى أن معظم اليهود والمسيحيين والمسلمين لا يوافقون على برنامجه.
وقد أنشأ مؤسسة التعاون اليهودي المسيحي في أمريكا ليتمكن من جمع الدولارات ونقلها إلى إسرائيل معفية من الضرائب. إنه يجمع مئة مليون دولار سنوياً!.
يستعين ريزنهوفر بستانلي غولدفوت الذي حصل على أموال من السفارة المسيحية الدولية لإعادة بناء الهيكل، وهدم مسجدين في المنطقة، ويقول: إن هذا من أجل الحرية الدينية للمسيحيين حتى يتمكنوا من أداء صلواتهم في التل الذي ولد فيه المسيح.
وجماعة ريزنهوفر يُقدّمون الدعم لمعبد ميشيفا الذي يُعِدّ الكهنة للخدمة في المعبد المأمول، ويدرّبهم على حرق البخور وتقديم القرابين الحيوانية.
منذ عام 1967م نفّذ الوطنيون اليهود، وكثير منهم حاخامات، أكثر من مئة عملية قصف للمواقع الإسلامية.
وتُجري إسرائيل عمليات حفر تحت المسجد بشكل نفق يمتد ألف قدم، وأدى ذلك إلى تصدّع خمسة مبانٍ، ولم تتكشّف أي آثار تدل على موقع الهيكل، بل إن الحفريات تكشف عن آثار أمويّة وعبّاسية وعثمانية.
ومع أنه لا توجد أدلة على مكان الهيكل الثاني فإن اليهود يُريدون في الدرجة الأولى تدمير المسجد. ويقولون: لابد من تدميره. قد يتم ذلك بهزة أرضية أو ديناميت.
هذا مع أن بعض المحققين والعلماء المختصين من اليهود يؤكدون أن موقع الهيكل ليس هو المسجد بل إلى الجنوب منه.
حركة غوش ايمونين تخطط بجدّ لهدم المسجد بالتفجير أو غيره، واغتيال ثلاثة من رؤساء البلديات: إبراهيم الطويل وكريم خلف وبسام شكعة، وقد نُفذت عمليات الاغتيال ونجا الطويل، وفقد خلف إحدى قدميه، وفقد الشكعة ساقيه، وقد أعرب الجنرال بن أليعازر عن ارتياحه لعمليات الاغتيال وأنه يتمنى لو اكتمل نجاحها.
وعندما يقدم مرتكبو جرائم الاغتيال والتفجير من اليهود إلى المحاكمات، كانت الحكومة تمارس ضغوطها لطمس الحقائق وتبرئة الفاعلين.
تلقّت منظمة غوش إيمونيم تبرعات سخية من أمريكا من ماركوس كانس تاجر الأسلحة المكسيكي، وسيريل شتين ملك صناعة القمار في لندن.
إن الإنجيليين الأصوليين يمارسون عقيدة أجدادهم الذين قتلوا الهنود الحمر ليُرسّخوا مدنية الرجل الأبيض. فهم الآن يقتلون الفلسطينيين لتمتد دولة يهود.
وتُثبت الإحصائيات أن الأقلية الضئيلة المتطرفة يمكن أن تصل إلى أهدافها إذا وجدت أكثرية لا مبالية. ولذلك ينجح اليهود المتطرفون في تحقيق أهدافهم.

الدليل المسيحي الممنوع (ص 104- 114)

تزداد نسبة السياحة وأرباحها في إسرائيل باستمرار، ففي عقد من الزمن (1967- 1977م) ازدادت السياحة الدولية في إسرائيل بنسبة 75%، متمثلة في 243 مليون سائح حتى عام 1977م، وكانت عائدات السياحة عام 1970 هي 18.2 بليون دولار، فأصبحت عام 1975م تسعة وثلاثين بليوناً!.
ويزور القدس سنويا مئة ألف سائح، وتمثّل السياحة 6% من الدخل القومي.
واستناداً إلى القانون الإسرائيلي يجب أن يُرافق كل مجموعة سياحية دليل إسرائيلي مرخّص له من مكتب السياحة الحكومي. ومع أن الحجاج حسب البروتوكول الدولي لا يعتبرون سياحاً، فإن فولويل لا يُريد أن يصنف نفسه حاجاً. بل لا يفتأ يؤكد حاجة إسرائيل للسلاح مع أنها تملك من الدبابات أكثر مما تملكه فرنسا وألمانيا، وتملك ثالث أكبر سلاح جوي في العالم.
أحصيتُ ساعات جولاتنا في إسرائيل فوجدت أن ساعة واحدة تخصص لتعاليم المسيح… بينما تخصص ثلاثون ساعة لأوجه الحياة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
وحين يكتشفون أن شخصية أمريكية دينية أو سياسية تعمل ضد توجهات إسرائيل يجرّبون معه أسلوب الإغراء وشراء الضمير، فيدعونه إلى زيارة إسرائيل على حساب إسرائيل ويُكرمونه… وكثيراً ما ينجحون في تغيير اتجاهه ليكون عميلاً لإسرائيل.
وتصر إسرائيل على زوّارها وحجّاجها أن يُسافروا على طائرات العال، وليس على طائرات عالية، وذلك لتحول دون دخولهم عمّان واتصالهم بالعرب، حتى لا يسمعوا وجهة نظر العرب في الاحتلال.
والأدلاء المرخّصون يُصرّون على معاني أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين أو أراضٍ محتلة، وأن الفلسطينيين إرهابيون. ولا يرخّص عادة إلا لليهود، فمنذ عام 1967 لم يصدر الإسرائيليون سوى إجازتين رسميتين فقط للعرب. وقد قال وزير الدفاع السابق موشي ديان: “إنه من الأسهل على العرب أن يصبحوا طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي من أن يصبحوا أدلاء سياحة!”.
إن سياسة إسرائيل تؤدي إلى نزوح العرب، مسلمين ومسيحيين، باستمرار، وإلى إحراج المسيحيين أمام المسلمين، وإلى تفريغ أرض المسيح من المسيحيين.

البحث عن صهيونية غير يهودية (ص 114- 128)

حضرتُ في بازل (سويسرا) آب 1985 المؤتمر المسيحي اليهودي الأول من بين 589 شخصاً جاؤوا من 27 دولة برعاية السفارة المسيحية العالمية في القدس. وهنا تكلم مارفن ولسون وبيّن أن هناك صهاينة يهود متدينون، وصهاينة علمانيون ملحدون، ومن هؤلاء العلمانيين ثيودور هرتزل الصحفي النمساوي الذي دعا إلى المؤتمر اليهودي الصهيوني الأول في بازل عام 1897 (وهو نفس المكان لمؤتمرنا هذا: المسرح الموسيقي في بازل) ومنهم أيضاً دافيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلي. ومجلة نيوزويك (30 نوفمبر 1985م) قالت إن 54% من الإسرائيليين صهاينة علمانيون.
وخطباء مؤتمر بازل عام 1985 رددوا نفس عبارات هرتزل: كل العالم يكره اليهود، فعلى اليهود أن يعيشوا بشكل كامل بين اليهود وأن يكونوا أقوياء عسكرياً… وأضاف المؤتمرون في مقرراتهم: إن على كل مسيحي أن يُسهل مهمة هجرة اليهود من أمريكا ومن كل أنحاء العالم إلى إسرائيل… وإن على إسرائيل ضم الضفة الغربية إليها بسكانها المليون فلسطيني.
وحين وقف يهودي إسرائيلي في المؤتمر وأشار إلى أن استقصاء الرأي في إسرائيل أظهر أن ثلث الإسرائيليين يفضّلون مقايضة الأرض المحتلة عام 1967م بالسلام… ردّ عليه (فان ديرهوفن) الناطق باسم الكنيسة المسيحية العالمية: إننا لا نهتم بما يصوّت عليه الإسرائيليون. إننا نهتم بما يقوله الله. والله أعطى هذه الأرض لليهود.
إن نشأة البروتستانتية عام 1600م تقريباً ارتبطت بالتفسير الحسي لنصوص العهد القديم واعتبار فلسطين أرض العبرانيين. وفي منتصف عام 1600م بدأ البروتستانت كتابة معاهدات تعلن أن على اليهود مغادرة أوروبا إلى فلسطين. وكان يبرز بين فترة وأخرى زعيم بروتستانتي يدعو بمثل هذه الدعوة ويتجاهل وجود شعب فلسطيني يسكن فلسطين، ويؤكد أن فلسطين بلاد بدون شعب، لشعب بلا أرض. وحتى عام 1839 لم يكن في فلسطين سوى 9690 يهودياً بمن فيهم النازحون إليها من غير أرضها! وأكثر من مرة اعترف زعماء يهود بأن الفضل في إقامة دولة إسرائيل يعود إلى المسيحيين!. وأعلن كثير من اليهود أنهم فوجئوا بوجود عرب في فلسطين. لقد كان زعماؤهم يدّعون لهم أن فلسطين أرض بلا شعب، فإذا هم يرون العرب يشكّلون 93% من السكان!.
المؤرخ البريطاني توينبي وصف الصهيونية بأنها (عبادة إله زائف. إنها ديانة وثنية).

زواج المصالح: إسرائيل واليمين المسيحي (ص 129- 147)

اليهود الليبراليون كانوا على صلة وثيقة بالعمال، وانسجام مع المسيحيين اليمينيين في الشمال الشرقي، لا سيما في نيويورك، بينما معظم الأصوليين الإنجيليين يعيشون في الغرب والغرب الأوسط، وهم محدودون وعنصريون يشعرون بتفوقهم على السود والهنود والكاثوليك والمسلمين واليهود، بل إن بعضهم بشَّر بأن أمريكا ستكون أفضل بدون يهود.
اليهود كانوا يؤيدون الرئيس جونسون في تشريعاته لإلغاء التمييز ضد السود.
ومع هذا نجد اليهود يتحالفون مع الأصوليين الإنجيليين المتطرفين مثل جيري فولويل. والأصوليون يلتمسون كل عذر لإسرائيل فيما تفعل، ويجلبون لها كل تأييد… وحتى حين تصوت أمريكا في مجلس الأمن على قرار كالقرار 242 الذي يقضي بضرورة انسحاب إسرائيل من أراضي 1967م.. فإن أمريكا لا تطلب من إسرائيل الانسحاب، واليمين الديني الأمريكي يزداد تأييده لإسرائيل كلما أصبحت أكثر عسكرية! بل إن العلاقة تطورت بحيث صار الإنجيليون ينظرون إلى أية قضية من منظار فائدة اليهود. ويرون – بالتالي- أن على اليهود تأييد الإنجيليين في سياساتهم المختلفة مع إسرائيل.
إن تكتل الأكثرية المعنوية الذي يمثل الإنجيليين في أمريكا يرى أن على اليهود أن يؤيدوه وإن كان في أفكاره ما يخالف العقيدة اليهودية طالما أنه في النهاية يقف بجانب إسرائيل.
وبالعكس فإن القيادات العمالية التي كانت تتحالف مع اليهود بدأت تقلّص تحالفها بسبب تحالف اليهود مع اليمين المسيحي. ودعاة الإنجيلية يقولون: على اليهود مع ذلك أن يزيدوا من تأييدهم للإنجيليين لأنهم هم الرابحون في النهاية وليس الليبراليين.
مكاسب إسرائيل من التحالف: المال
تلخص أهداف إسرائيل في الولايات المتحدة بثلاث نقاط:
1- تريد المال.
2- تريد من الكونغرس أن يكون خاتماً مطاطياً بيدها للموافقة على أهدافها.
3- تريد القدس كاملة.
واليمين المسيحي يتبنى هذه الأهداف. فالمساعدات المالية الأمريكية الكبيرة بلغت عام 1985 مثلاً خمسة مليارات دولار (بمعدل 14 مليون دولار يومياً).
بعض اليهود الكبار في إسرائيل يرى أن الاستمرار في هذا الدعم المالي يؤذي إسرائيل ويمنعها من الاعتماد على نفسها. إنه مثل إمداد المدمن بالمزيد من المخدرات.
في معظم الأحيان يعد اللوبي الصهيوني في الكونغرس قائمة إسرائيل المالية وغير المالية ويحصل على موافقة بشبه إجماع. وهذا اللوبي هو الذي يملي سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، وهو الذي يرفض أي حوار حول الشرق الأوسط إذا كان يقوم على أنه يوجد طرفان… إنه يصر أنه لا يوجد إلا يهود… وإن انتقاد إسرائيل أو مجرد ذكر الفلسطينيين يعد عداء للساميّة. وهذا اللوبي يعمل على إسقاط أي عضو للكونغرس أو أي مرشح للرئاسة الأمريكية إذا أبدى أي مخالفة لتوجهات إسرائيل.
ولا غرابة أن نجد بعدئذ أمثال (هلمز) بقوا فترة طويلة معروفين بعدائهم لإسرائيل ثم انقلبوا فجأة ليصبحوا من أعظم مؤيديها… خضوعاً منهم للضغوط، لا سيما وهم يرون ضحايا العداء لإسرائيل مثل بيرسي الذي حالوا دون نجاحه.

مكاسب إسرائيل من التحالف: مزيد من الأرض (ص156- 164)

رأيت من أعضاء اليمين المسيحي من ينتشي لانتصارات إسرائيل فهي عنده امتداد وتحقيق للنصوص التوراتية التي تنقل عن الله اختياره أقصى العنف، وعن يهوه الذي يسحق الرؤوس ويملأ الأرض بجثث غير المؤمنين… يقول: هكذا يجب أن يُعامل الإسرائليون العرب. وعلى الأمريكيين أن يتعلموا من الإسرائيليين كيف يحاربون.. ونحن نؤخر وصول المسيح من خلال عدم مساعدة اليهود على مصادرة مزيد من الأرض.
إن بعض المسيحيين أنشؤوا مؤسسات لدعم إسرائيل وبنوا بيوتاً للصلوات من أجل الأرض التي يملكها فلسطينيون ويجب نقل ملكيتها إلى اليهود بالشراء أو بالقسر… ويجمعون الأموال الطائلة لدعم إسرائيل.
ومع أن قوانين الأمم المتحدة وتصريحات زعماء كثيرين في العالم أنه لا يجوز مصادرة الأراضي أو احتلالها بالقوة، فإن إسرائيل بتأييد من اليمين المسيحي يُقرّون أساليب القوة والاحتيال لانتزاع أراضي فلسطين بحجة أنهم كانوا أصحابها قبل 2000 سنة وأن الله منحهم أياها!.
مكاسب إسرائيل من التحالف: تجذير الدعم المسيحي
أعدّ الزعيم الإنجيلي كريكر قائمة بأسماء 250 منظمة إنجيلية موالية لإسرائيل في أمريكا، تنظّم مهرجانات التضامن مع إسرائيل وإعداد المطبوعات والمؤتمرات والجولات، وتمارس الضغط…
من هذه المنظمات:
– مؤتمر القيادة الوطنية المسيحية لإسرائيل. يقول أحد قادة هذا المؤتمر: أن تكون مسيحياً يعني أن تكون يهودياً.
– المؤتمر الوطني المسيحي: كان له دور في معارضة بيع طائرات أواكس للسعودية.
– الاتحاد الأمريكي من أجل سلامة أمريكا: عمل بالدعاية ضد تزويد السعودية بأسلحة دفاعية.
– تاف الكاتدرائيات الإنجيلية: وتاف هو الحرف الأخير من أحرف الأبجدية العبرية. تاف هذا نظّم مؤتمرات عدّة لتأييد غزو إسرائيل لجنوب لبنان.
– الائتلاف الأمريكي من أجل القيم التقليدية: هدفه تجييش 45 مليون أصولي لدعم الحملات الانتخابية وتوصيل الأصوليين إلى المراكز الحكومية، من خلال “بنك المواهب”. من قادة هذا التنظيم فولويل، سواكارت، جيم بيكر، بات روبرستون.
– الصوت المسيحي: مركزها في كاليفورنيا، مع مكتب ضغط في واشنطن، ميزانيتها 1.5 مليون دولار.

مزج السياسة بالدين (ص 170- 178)

اليهود، بمن فيهم الملاحدة، يزعمون أن الله أراد أن يأخذ العبرانيون أو اليهود القدس إلى الأبد. حتى أن فيهم (مايك إيفنز) الذي تنصّر من أجل مساعدة شعبه باسم المسيحيين. وهم لا يفتؤون يرددون بأن سياستهم من إرادة الله. فالله يريد نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس، والله يبارك الذين يباركون اليهود.
وهم ينتجون أفلاماً سياسية ويسمونها دينية حتى يضمنوا بثّها مجاناً في الإذاعات الأمريكية! مثال ذلك فيلم: “إسرائيل مفتاح أمريكا إلى النجاة”، وفيلم: “القدس د.س”.
إيفنز يزور البيت الابيض، وله صور مع شارون وشامير وريغان وبيريز وقادة الليكود ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
الذين شاهدوا فيلم “القدس د.س” قالوا: إنه يخلّف في النفس انطباعاً مفاده: اشكروا الله وأرسلوا الذخيرة!.
جمع إيفنز مجلدين من التواقيع على “النداء التاريخي” للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الخاتمة

التدبيريون يسخّرون المفاهيم الدينية لدعم اليهود والتمهيد إلى محرقة هَرْمجَدُّون واستئصال البشرية القائمة وإلغاء إنتاج أجيال جديدة. ومهما اختلفوا في العقيدة مع اليهود فإنهم لابد أن يدعموهم سياسياً، تصديقاً لنبوءات الكتاب المقدس.
في عام 1956م حصل موالون لإسرائيل على 752 باوند من اليورانيوم، وهو يكفي لصنع 38 قنبلة نووية كقنبلة هيروشيما، ويؤكد تقرير وكالة المخابرات المركزية، كُشف عام 1986م، أن إسرائيل أنتجت 12- 20 قنبلة نووية وهي قادرة على إنتاج المزيد.
وقد صدّر أحد رجال الأعمال في كاليفورنيا، بشكل غير مشروع، خمسة عشر شحنة من أجهزة التوقيت العسكرية كريترون التي تصلح لاستعمالها أدوات تفجير في الأسلحة النووية.
وإسرائيل تهدد أمريكا بشكل مبطّن: إما أن تزودونا بمزيد من الأسلحة المتطورة أو أنا سنستخدم الأسلحة النووية.

نقد الكتاب

الكتاب يدور حول فكرة واضحة وهي تسخير فهم معين لنصوص الكتاب المقدس لدعم اليهود. ويصوغ كل الأفكار الجزئية لتخدم هذه الفكرة. وهو ناجح جداً في عرض الفكرة. يمزج بين الأسلوب الأدبي في العرض، وذكر الأسماء والشواهد والتواريخ والأرقام…
والمؤلفة ذات اطلاع مباشر على الموضوع بحكم الأعمال التي مارستها والمواقع التي احتلتها.
والكاتبة بدورها تنطلق من مفاهيم “مسيحية” تختلف عن مسلّمات العقيدة الإسلامية، لكنها لا تمس الإسلام مباشرة سوى ما ورد في الكتاب ص84 من فكرة تنسبها إلى الإسلام. تقول المؤلفة: “لقد زرت قبة الصخرة. وهي واحدة من أجمل الصروح في العالم… تم تشييد هذا البناء لحماية الصخرة الضخمة. المسلمون ينظرون إلى هذه الصخرة فيرون فيها الخلود، الحجر الأساسي للكون مركز العالم، وأساس عقيدتهم. كان النبي محمد يعتقد أن أصول الصخرة الضخمة في الجنة. واليوم يؤمن 800 مليون مسلم أن الله أسرى بالنبي محمد من هذه الصخرة إلى السماء”.
ولعل المؤلفة قد سمعت مثل هذه الأقوال من بعض عوامّ المسلمين وحسبتها من عقيدة الإسلام. وقد تُعذَر بدرجة ما، وأما المترجم محمد السمّاك، فما عذره وهو ينقل كلامها من دون أي تعليق؟!.
الكتاب بجملته جدير بالقراءة، ويُناسب المثقفين وأصحاب الاهتمامات السياسية.

ملحق

– عدد اليهود في العالم حوالي 13.5 مليوناً.
– الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان كان في 6 من حزيران 1982م.
– الرئيس ريغان من الحزب الجمهوري، ومن أشد الإنجيليين تأييداً وإيماناً بنبوءات الكتاب المقدس.
تعريف ببعض الأعلام الواردة في الكتاب
(التعريف مأخوذ من الكتاب)
* آخر أعظم كرة أرضية
عنوان كتاب بيع منه 18 مليون نسخة، وممن قرؤوه رونالد ريغان.
يقول الكتاب: إن الله قضى علينا أن نخوض غمار حرب نووية هَرْمجَدُّون.
* أورال روبرتسن
أمريكي يملك محطة بث تلفزيوني.
أنشأ بمفرده جامعة ومدرسة طبية ومستشفى.
* أون
يقول: إن النبوءة الإنجيلية تقضي بأن على اليهود تدمير قبة الصخرة وبناء هيكل يهودي مكانها.
ويرى أن الإرهابيين الذين أمطروا المسجد الأقصى بالديناميت أبطال. ويُشاركه في هذه النظرة يهود ذوو نفوذ، مثل: هاجان دانس: صاحب معامل المثلّجات.
روبن ماتيوس: محرر الصحافة اليهودية.
ماركوس كاتس: تاجر السلاح المكسيكي الذي أرسل مئات آلاف الدولارات إلى الحركة اليهودية السرية.
* بات روبرتسون
يستضيف برنامجاً لمدة 90 دقيقة يومياً، يدعى نادي السبعمئة، نسبة إلى 700 مساهم معه. ويوظف 1300 شخصاً لإدارة شبكة التلفزيون المسيحية C.B.N التي تضم نادي الـ700 وثلاث محطات تلفزيونية ومحطة راديو ومحطة تلفزيون جنوب لبنان ومراسلين في أكثر من 60 دولة، وجامعة، ونظاماً للمساعدات الدولية، ومجموعة ضغط (لوبي).
– تقوم الإدارة المركزية للشبكة على مساحة 679 آكر في فرجينيا بقيمة 22 مليون دولار.
– عمليات روبرتسون تحقق عائدات سنوية تزيد على مئتي مليون دولار وتجعله من المرشحين للرئاسة الأمريكية.
– عقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982م أكد (بات) أنه في نهاية العام 1982 ستكون قيامة على الأرض، في الاتحاد السوفياتي.. وقال: إني سأضع صنارة في أفواه القوى المؤتلفة التي سيقودها شخص يدعى هاجوج في أرض ماجوج (الاتحاد السوفياتي).
* جايمس ديلوخ
راعي الكنيسة المعمدانية في هيوستن. شارك في إنشاء مؤسسة معبد القدس خصيصاً من أجل مساعدة الذين يعملون على تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل.
* جايمس ميلز
رئيس سابق لمجلس الشيوخ في كاليفورنيا. يقول: إن ريغان كره ليبيا، لأنه رآها عدوة لإسرائيل، فهي إذن عدوة لله.
* جون فيسي
الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة. كان يقيم الصلوات في البنتاغون لقيام حرب نووية مع روسيا… تسريعاً لعودة المسيح.
* جيري فولويل
من أشهر الإنجيليين الأصوليين الداعين إلى تأييد إسرائيل. وصاحب دروس تبشيرية. كان حتى عام 1985م منغمساً في الشؤون السياسية. وبعد أن أمضى خمسة أيام في جنوب إفريقيا أيد الحكومة العنصرية، ووصف الأسقف (ويز موند توتو) الحائز على جائزة السلام بأنه ألعوبة. وهذا الوصف سبّب له تراجعاً في الواردات عام 1985م بنحو مليون دولار.
سافر إلى مانيلا عام 1985م وأيّد ديكتاتورية ماركوس ووصف الفلبين الممزقة بأنها جنة. وفي كانون الثاني 1986م أعلن عن تشكيل منظمة “فيدرالية الحرية” بمثابة الأم للمجموعة المعنوية، واشترى شبكة تلفزيون بالكابلات وهي الشركة المسيحية الوطنية وجعل اسمها: محطة الحرية.
* جيم بيكر
يملك ثالث أشهر محطة تلفزيونية تبشيرية. وقد بدأ متتلمذاً على بات روبرتسون، ويملك مع زوجته تامي منزلاً في مدينة شارلوت شمال كارولينا، ومنزلاً جبلياً في بالم ديزيرت (صحراء النخيل) بكاليفورنيا، قيمته 449 ألف دولار، وسيارتي رولس ريس ومرسيدس.
* جيمي سواغرت
– يدير عملياته من (بات روج) في لويزيانا، وهي ثاني أكثر محطات التلفزيون الإنجيلية شهرة.
– ويحثّ على تكديس أكبر للسلاح الأمريكي في إسرائيل، والانسحاب من الأمم المتحدة لأنها أداة بيد الشيوعية.
– ويقول: إنني لا أخطط لولوج جهنم قادمة. إن الله سوف يهبط من عليائه. يا إلهي إنني سعيد من أجل ذلك. إنه قادم ثانية. إنني لا أكترث لمن تسبّب هَرْمجَدُّون القلق والمتاعب. إنها تنعش روحي.
* ريزنهوفر
– رئيس مؤسسة معبد القدس التي تعمل على مساعدة الإرهابيين اليهود في تدمير الأماكن الإسلامية المقدسة.
– يعيش في كاليفورنيا حيث يترأس شركة ألسكا للعقارات، وشركة بيوت الحزام الشمسي.
– أنشأ شركة للتنقيب عن النفط في الضفة الغربية.
– وهو مسيحي قدّم في البيت الأبيض، أمام تجمع من الجناح اليميني، أغاني بمشاركة “شوني برون” الذي هو شريكه في شراء الأراضي الفلسطينية في الضفة، ومن الناجين من معسكر الاعتقال في أوشوتيس، وهو الآن يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
* ستانلي غولدفوت
إرهابي. هاجر إلى فلسطين من جنوب إفريقيا عام 1930م، وأصبح عضواً بارزاً في عصابة شترن التي نفّذت مجازر مرعبة ضد العرب، حتى إن ديفيد بن غوريون ندّد بها ووصفها بالنازية والخروج على القانون.
هو الآن سكرتير دولي لمؤسسة معبد القدس التي يرأسها ريزنهوفر.
تتهمه صحيفة دافار الإسرائيلية بوضع القنبلة التي دمرت جناحاً في فندق الملك داود في القدس في 22 من تموز 1946م حيث كانت تقيم السكرتاريّة الدائمة لهيئة الانتداب البريطاني، فقتل نحو 100 بريطاني ومسؤولين آخرين… وكان ذلك بقصد تسريع الانسحاب البريطاني، وقد تحقق هذا.
* غريس هالسل (مؤلفة الكتاب)
ولدت في مدينة ليبوك في ولاية تكساس، من أبوين مسيحيين إنجيليين.
غادرت مدينتها وأسرتها وهي في التاسعة عشرة، واعتمدت على دخلها كاتبةً في أوروبا وكوريا واليابان وأمريكا الجنوبية. وعملت مراسلة في فيتنام، ثم عادت إلى واشنطن وعملت مراسلة لتغطية الحملة الانتخابية لـ”لندون جونسون”.
اختارها جونسون شخصياً كاتبة معه في البيت الأبيض.
ثم سوّدت بشرتها وعاشت سيدة هندية في مخيم ناثاكو في مكسيكو الجديدة وأريزونا، وسجّلت انطباعاتها في كتاب، وكتبت تجربة سيدة مكسيكية تجتاز الحدود الأمريكية بدون وثائق.
توجهت إلى الشرق الأوسط ولا تدري عن ثقافته إلا ما يقوله الكتاب المقدس، وهو شأن كثير من الأمريكيين.
في عام 1979م قابلت أول فلسطيني في الأرض المحتلة، وأقامت في مستوطنة يهودية.
والدها هو هاري هـ. هالسل، وهو مؤسس كل من جامعة جنوب غرب جورج تاون، وجامعة تكساس، وجامعة دالاس.
*معبد القدس (أو هيكل القدس)
مؤسسة لدعم الإرهابيين لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل.
أرسلت المؤسسة خمسين ألف دولار إلى منظمة الدفاع اليهودية الرسمية الإرهابية التي أُدينت بالتخطيط لتدمير قبة الصخرة.
* هول لندسي
مؤلف كتاب “آخر أعظم كرة أرضية” وكتاب “العالم الجديد القادم” وكتابين آخرين.
تدور أفكاره حول نهاية العالم كما يؤمن بها من خلال قراءته للكتاب المقدس، وأن الله يُريدنا أن ندمّر الكرة الأرضية.

محمد عادل فارس